تناولك الصحف الرسمية الاسرائيلية قضية احتلال الصحراء الغربية تحت عنوان “الاحتلال المنسي” مشيرة ان في كل وسائل الإعلام الدولية، تهيمن قضية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين على الأخبار. و تنشر كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالتوسع الاستيطاني الاسرائيلي والانتهاكات في الساحة الفلسطينية. وان الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أصدرت باستمرار بيانات في نشرات الأخبار والصحف المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي و بشكل روتيني، ووضعو هذه القضية على رأس جدول أعمالهم. مضيفة ان السؤال الذي يطرح نفسه، هو اين هم من الاحتلال الذي يتجاهله المجتمع الدولي نتيجة لهوسهم فقط بالاهتمام باحتلال الكيان الصهيوني لفلسطيني؟
وذكرت الصحف الاسرائيلة انه في عام 1975، احتلت المملكة المغربية الصحراء الغربية بطريقة غير شرعية ومنافية للقانون الدولي عشية استقلالها الذي كان متوقع عن اسبانيا، في انتهاك لإرادة المجتمع الدولي و عدد من قرارات مجلس الأمن الدولي، واضافة وسائل الاعلام انه في نفس السنة اَي 1975 أصدرت محكمة العدل الدولية قرار تؤيد فيه حق السكان الصحراويين الأصليين في الصحراء الغربية في تقرير المصير وإقامة وطنهم. مشيرة انه وبغض النظر عن هذه الحقائق، قامت القوات المغربية باحتلال الصحراء الغربية بالقوة العسكرية، و اضطرت الغالبية العظمى من السكان الصحراويين الأصليين الى الفرار والاستقرار في مخيمات اللاجئين في الجزائر المجاورة. وفي وقت وجيز، اقتحم المستوطنين المغاربة الصحراء الغربية. وأضاف المقال انه منذ عام 1990، اصبح عدد المستوطنين المغاربة يفوق عدد مواطني الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة من قبل نسبة أكثر من 2-1 والعدد في تكاثر مستمر. مبرزا اَي المقال “ان نصف عدد السكان يعيش في مخيمات اللاجئين الصحراويين في حين يعيش النصف الآخر في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال المغربي.
وابرز المقال انه وخلال العام الماضي، المغرب طرد عدد من موظفي الامم المتحدة من المنطقة، في محاولة فعالة الى القضاء على الجهود الرامية لاجراء استفتاء وكذا تحديد مستقبل المنطقة.
و في ما يتعلق بحقوق الانسان فأبرزت وسائل الاعلام الاسرائيلة ان “منظمة عدالة البريطانية رصدت وخلال عام 2016، طرد 85 مراقبا دوليا بصورة تعسفية من الصحراء الغربية، وان الحكومة المغربية تقمع حرية التعبير وتعتدي بشكل روتيني على كل الصحراويين المطالبين بحقوقهم برد النظر عن أعمارهم . مشيرة انه و على سبيل المثال، هذا الشهر نشرة منظمة عدالة البريطانية تقريرا تبرز فيه ” اعتقال صبي يبلغ من العمر 11 عاما وأجبر على قضاء ليلة كاملة في مركز الشرطة فقط لمجرد رسمه إعلام الصحراء الغربية. كما أرادت الشرطة أن ترسله إلى دار للأيتام بعيدا عن منزله حيث يمكن أن يتعرض للاعتداد الجسدي والجنسي من قبل قاصرين اكبر منه سنا، ولكن تحت ضغط الرأي العام الصحراوي، رضخت السلطات المغربية وأطلقت سراحه.
وتأكيدا لذالك او ما أبرزته منظمة عدالة البريطانية،لا يزال الوضع مزري في الصحراء الغربية. وفقا لهيومن رايتس ووتش، حيتث ذكرت انه في عام 2016، “السلطات المغربية فرضت قيودا على أنشطة جمعيات حقوق الإنسان المحلية ومنعت بشكل منهجي التجمعات المؤيدة للاستقلال في الصحراء الغربية. و كذا احكام بمدد طويلة بعد محاكمات جائرة الأشخاص بدوافع سياسية. وانه بين 2014 و 2016، وثقت مركز كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان ومنظمة عدالة البريطانية 56 حالة من الاعتقالات التعسفية، و 50 حالة من إساءة معاملة السجناء السياسيين، و 31 حالة القيود الغير المبررة على حرية التنقل وكذا انتهاكات الحق في حرية التجمع في الصحراء الغربية.
واضافة وسائل الاعلام الصهيوني ان المنظمة الامريكية “بيت الحرية” كانت قد صنفت الصحراء الغربية على أنها من بين عشرات الدول الأقل حرية في العالم، بجانب التبت وأوزبكستان وكوريا الشمالية والسعودية والسودان. وبالرغم من ذالك، فانه عندما تم طرد بعض عناصر الأمم المتحدة من طرف المغرب التي كان من المفترض ان تشرف على تنظيم و إجراء استفتاء من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية، في هذا الشأن أصدرت الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بيان ضعيف اللهجة حول الموضوع وتبع ذلك قرار مجلس الامن الدولي الذي أعرب عن أسفه عن قرار المغرب ولكن امتنع عن الإدلاء بادانة قوية للانتهاك المغرب الصارخ لالتزاماته الدولية. بينما لا تزال الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا والعالم يتجاهل عمليا هذا الاحتلال العسكري الذي يحرم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
واعتبر السيد نيك ديلين نائب رئيس منظمة عدالة البريطانية “تناول وسائل الاعلام الإسرائيلية قضية احتلال المغرب لصحراء الغربية مراوغة اسرائيلية في محاولة من اجل غظ نظر الاعلام الدولي عن الانتهاكات التي ترتكبها في حق الفلسطينيين و من اجل التملص من الاتزام بازالة المستوطنات ، معتبرا ان المغرب وإسرائيل وجهان لعملة واحدة هي الاحتلال والتنكيل بالشعبين الصحراوي والفلسطيني”
رابط مقال في صحيفة رسمية صهيونية:
http://www.jerusalemonline.com/news/world-news/around-the-globe/analysis-the-ignored-occupations-26294