ان الحكومة المغربية تنتهج سياسة ممنهجة من اجل قمع الصحراويين الذين يقودهم الشباب في الغالب الأعم، يقفون ببسالة ويجاهرون بآرائهم في مواجهة ، الهراوات والحجارة والسجون الى غير ذالك من وسائل القمع . وهذه الشجاعة، فضلاً عن التقنيات الجديدة التي تساعد النشطاء على فضح ما تقوم به الحكومة المغربية من قمع لحرية التعبير والتظاهر السلمي، لذا،على مجلس الأمن الدولي ان يصوت من اجل توسيع صلاحية (المينورسو) وينتهز فرصة التغييروأن يضمن ألا يكون عام 2015 بمثابة فجر كاذب لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
ولم تبدي الحكومة المغربية رغبتها في احترام حقوق الانسان لشنها معركة حول السيطرة على سبل الحصول على المعلومات ووسائل الاتصال وتقنيات الشبكات، حيث ساعدت شبكات التواصل الاجتماعي علىتحفيز أنشطة جديدة تسعى الحكومة المغربية إلى السيطرة عليها.
أن الاحتجاجات السلمية التي اجتاحت مدن المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وشارك فيها مواطنون صحراويين يطالبون بإنهاء الاحتلال و القمع ، تسلط الضوء على تعطش هؤلاء المواطنين للتحرر من الخوف وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وبالرغم من تأكيد المغرب التزامه باحترام حقوق الانسان بعد القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي فما زال الحق في حرية التعبير، الذي يُعد عنصراً جوهرياً في حد ذاته كما أنه ضروري للمطالبة بالحقوق الأخرى، يتعرض للاعتداء في مختلف مناطق من الصحراء الغربية.
وقد أثبتت سلطات الاحتلال المغربية أنها على استعداد لضرب المتظاهرين السلميين المطالبيين بتقرير المصير او اعتقالهم وصولا الى قتلهم من أجل مواصلتها احتلال الصحراء الغربية. فقد حضر ممثلون عن منظمة عدالة البريطانية في ميادين المظاهرات السلمية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية مسجليين بذالك قمع ما يزيد عن اكثرمن 70 مظاهرة واكثر من 730 ضحية متفاوتت الخطورة خضع البعض منها لعمليات جراحية.
وبعيداً عن الأحداث التي تصدرت العناوين الرئيسية على موقع المنظمة، فقد تعرض العديد من المواطنين الصحراويين و المدافعين عن حقوق الإنسان للتهديد والتعنيف والسجن والتعذيب, وكثيراً ما كان أولئك النشطاء يجاهرون بالحديث عن قضايا حقوق الإنسان، بما في ذلك الفقر وتهميش السكانة الاصلية بأكملها، وحقوق المرأة, والوحشية والقمع وعدم تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير طبقا لقرار الامم المتحدة 1415 وقد أظهرت الأحداث في جميع مناطق الصحراء الغربية و أهمية الدور الحيوي الذي ينهضون به ومدى الحاجة إلى التضامن العالمي معهم.
كما يسلِّط التقريرللمنظمة البريطانية الضوء على:
. التهديدات المستمرة من طرف الاحتلال المغربي من اجل طمس الهوية والثقافة الصحراوية.
. جلب المستوطنين المغاربة من المغرب باتجاه الصحراء الغربية لتغيير التركيب الدمغرافي للمنطقة لتتخذ سلطات الاحتلال المغربية البعض منهم كأداة لإستفزاز وتعنيف الساكنة الأصلية.
. عدم إحالة المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان الى ساحة العدالة بل ترقية البعض منهم تشجيعا لهم و لسياسة الإفلات من العقاب.
وقال رئيس منظمة عدالة البريطاني السيد سيد احمد مسكة إنه يتعين على بعض الحكومات ، التي قللت من أهمية الرغبة الحارقة لدى الصحراويين في مختلف مدن الصحراء الغربية لنيل الحرية والاستقلال وتحقيق العدالة، أن تعمل الآن على ايجاد آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بدلاً من الانزلاق إلى تقديم الدعم السياسي الضار للقمع,
ويتعين على السلطات المغربية أن تحترم الحق في التعبير السلمي وفي تشكيل الجمعيات، وينبغي عليها كبح جماح الشرطة السرية وقوات الأمن, وضمان المحاسبة الكاملة عن الانتهاكات حتى يتسنى للضحايا نيل العدالة والإنصاف بعدما ظلوا لفترات طويلة محرومين منهما.
وينبغي أن تحظى حقوق الإنسان بالاحترام من جانب الشركات العاملة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و التي توفر خدمات الإنترنت، وخدمات الاتصال عبر الهواتف النقالة، وشبكات التواصل الاجتماعي. ويجب على هذه الشركات ألا تصبح مجرد أداة تحركها السلطات المغربية القمعية، التي تسعى إلى خنق حرية التعبير والتجسس على المدنيين الصحراويين والصحافة والنشطاء.
. وتُعد المطالبة بحق تقرير المصير والحقوق الاقتصادية والاجتماعية الثقافية للشعب الصحراوي في مختلف مدن الصحراء الغربية ، دليلاً صارخاً على أن جميع الحقوق متساوية في أهميتها وتشكل مطلباً عالمياً.
عدالة البريطانية
لندن 24-04-2015